المرقب يكتبه
هذا العدد .. الأستاذ / عثمان بن ناصر بن محمد
السعيد ( أبو عبدالمجيد ) في
ظل التطور السريع لوسائل الاتصالات ووسائل
الإعلام وتقنياتهما الجديدة مـمثلة القنوات
الفضائية بجميع أنواعها والشبكة العنكبوتية (
الإنترنت ) بجميع نوافذها يقف شعور الفرد عن
الخوف من الرقابة الاجتماعية فيضل في حرية
تامة للإطلاع على كل ما تهواه نفسه دون قيود .
وهنا تبرز بشكل واضح وجلي عند الشخص ذاته
الدرجة العليا من مراتب الدين وهي مرتبة
الإحسان ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن
تراه فإنه يراك ) فإن مثول الفرد عند النواهي
وتجنبها تعد من الأعمال التعبدية ، وفي مثل
هذه الحالة تعتبر خفية حيث يكمل فيها الإخلاص
والحصول على وصف هذه المرتبة وأجرها ، لكن من
يقوى على نعم لأن الشعور
بمراقبة الناس تضفي على النفس في حاضرها
الخوف الشديد من العقاب النفسي متمثلاً في
الانتقاص والإزدراء ، أو الجسدي بالتعزير
والحدود . لكن مخافة الله سبحانه قد تغيب عند
ضعيف الإيمان وهو مغمور في تحقيق رغبته
وشهوته ، وفي ضل هذه الخلوة يستطيع الفرد أن
يقيّم نفسه بهذا الامتحان والنتيجة المباشرة
هي بانتهاك الحرمة أو عدمها . وقد يغيب عن من
يستهين بذلك ويعتاد على ممارسة ومشاهدة
المحظور شرعاً في هذه الوسائل لذة الامتثال
لأمر الله ، ونشوة الانتصار له سبحانه على
نفسه والشيطان ، فيضل في غمرته ساهي يكتوي ما
بين فترة وأخرى بالشعور بالذنب ، كما أنه
يفوته أجر ذلك سواء الدنيوي ( كما هو الحال في
أصحاب الصخرة التي أغلقت عليهم باب الغار ،
فذكر أحدهم أنه ترك فعل الفاحشة بابنة عمه
مخافة من الله ، فدعى الله بصالح عمله هذا
فكان من أسباب تفريج كربتهم جميعاً ) أو
الأخروي . وكذلك يغيب عنه
العقوبة سواء كانت معجلة له في الدنيا ( ومن
ذلك مثلاً .. محق البركة في العمر والمال أو
الولد ) أو الأخروية أن يعد ممن إذا خلا بمحارم
الله انتهكها . اللهم اجعلنا
ممن يحفظ حدودك في السر والعلن .. وصلى الله
على نبينا محمد أبو
عبدالمجيد
|