المرقب ص. 30 هذه قصتي .. فاحذروا إبراهيم بن أحمد بن عبدالرحمن السعيد يالها من
حسرات وزفرات سمعتها من هذا التائب الذي كان
لسانه يحكي ماضيه الأليم وعيناه مغرورقتان
بالدمع ، ولن أطيل عليكم الحديث فأتركه يحكي
لنا وهو يقول : أنا
إنسان عشت في ظل أسرة كريمة أنعم بحياة سعيدة
وسط أسرتي الصغيرة ، وكان والدي يحبني كثيراً
ولا يتأخر في تحقيق جميع مطالبي . وبعد
أن بلغ عمري الخامسة عشر .. أصبحت كثير الخروج
من المنـزل بعدما أحسست أن اهتمام أبي بدأ يقل
في ظل انشغاله بوظيفته وتجارته وجلسات
الاستراحة ، فلم يكن والدي يعرف أين أذهب ولا
متى أخرج أو متى أعود إلى المنزل ، وقد يمضي
اليومين والثلاثة أيام دون أن يجلس معي بل قد
لا أراه سوى على وجبة الغداء فقط ، فهو حتى
أهمل سؤالي عن مستواي الدراسي أو عن مشاكلي
وهمومي . لقد أصبحت أحس بفراغ كبير ،
وبالطبع مشاكلي وهمومي بازدياد ، ثم أصبحت
أشرب الدخان مع بعض الشباب أمثالي والذين
يفتقدون للمتابعة والاهتمام من أهلهم ، ثم
تعرفنا على شخص كان قد أتى مع أحد الأصدقاء
فكان يتردد كثيراً على مكان جلوسنا ، وبدأت
أرتاح له وأشكي له همومي ومتاعبي ، وفي أحد
الأيام وبعد أن ذهبنا
قمنا بتعاطي هذه السموم .. وبعد أسبوع نفذت
الكمية فأعطيته مالاً ليجلب لنا السم .. ولكن
هذه المرة أحضر نوعاً آخر .. فقد جلب ( الحشيش )
وقال : هذا أفضل ، فقمنا بشربه سوياً حتى أني
لا أعرف كيف ذهبت إلى المنزل !! . وبعد سنة
تقريباً أصبحت أعرف الكثيرين ممن يتعاطون
المخدرات بأنواعها المختلفة .. فقررت أن أجرب (
الأفيون ) وفعلاً جربته وليتني لم أفعل ..
فتعلقت بهذا السم الفتاك وقد كاد أن يفتك بي
فأدمنته وأصبحت أبحث عن النقود لكي أشتريه ..
فأطلب من والدي وأطلب من والدتي حتى ملوا كثرة
طلبي لهم .. فأصبحوا يرفضون إعطائي .. وأصبحت
أختلق لهم العذر تلو العذر لكي أحصل على المال
بأي شكل .. وعندما يرفضون إعطائي ما أريد أغضب
وتتغير أخلاقي وأصبح كالمجنون بل أني أصبحت
أسرق كل ما يقع تحت يدي .. وفي يوم من الأيام
اكتشف والدي اختفاء المال من جيبه دون علمه
فأصبح يراقب تصرفاتي حتى اكتشف أنني مدمن
مخدرات .. فقام بإدخالي إلى مستشفى الأمل ليتم
علاجي حتى أشفى من هذه السموم .. وبحث عن أسباب
انحرافي فوجدها أسباب مشتركة فمن أهمال في
المنـزل وعدم معرفة من أجالس وتوفر المال في
يدي بدون حساب وضعف إيمان وغيرعا كثير . فقرر
والدي أن يغيير من أسلوب تعامله وأن يعطي من
وقته لبيته وأسرته .. وأصبح يصطحبني معه بعد
خروجي من المستشفى إلى كل مكان يذهب إليه ..
إلى السوق ، زيارات أصدقائه .. وأصبح يتفقدني
دائماً فأحسست بوجوده معي في كل مكان .. يحس
بهمومي وغمومي ويشاركني الرأي ، ويساعدني في
حل مشاكلي ، وأصبحت بعدها إنسان سوي وأشعر
برجولتي وبأهمية الحياة النظيفة .. .. فاحذروا
أيها الآباء وأيها الأبناء .. التوقيع
.. تائب
|